عند سماع أسم الملك الصياد وقصته قد تتصور أننا سوف نتحدث عن ملك حقيقي من الملوك ، ولكن في الحقيقة الأمر يتعلق بطائر من الطيور التي أبدعها الله – عز وجل – وصورها فأحسن تصوريها وإبداعها وأن صادفت هذا الطائر في أحد الغابات فمن المؤكد أنك رأيته بجانب الماء ، أنه كان داخل الماء بالفعل ، حيث أن غذائه هو الأسماك الصغيرة ، ولكن الطريقة التي يصطاد بها هذا الطائر الأسماك هي من أروع الطرق على الإطلاق كما أن ألوان الجميلة ، والمختلفة تجعله من أجمل أشكال وأنواع الطيور في العالم كله .
كما يسمى كذلك الطائر الرفراف ، ويوجد هذا الطائر متوسط الحجم في معظم دول العالم ، ولكن الموطن الأصلي له هو شرق آسيا ، وجنوب أفريقيا ، وأوقيانوسيا وهي عبارة عن منطقة موجودة في جزر المحيط الهادئ ، ولكن المكان الذي نشأ فيه الطائر الصياد كان جنوب شرق آسيا ، كما أنهم غزو أستراليا في العصور القديمة وعاشوا فيها ، ووجد العلماء حفريات لهم في صخور الإيوسين ألمانيا ، ويعد طائر الرفراف القزم الإفريقي أصغر أنواع الطائر الرفراف ، وهذا لأن طوله في المتوسط يكون حوالي 10 سم فقط ، وأكبر أنواع طائر الصياد هو طائر الرفراف الإفريقي وطوله يبلغ حوالي 40 سم ، وهناك ألوان مختلفة من هذا الطائر ، أشهرها اللون الأزرق ، والأخضر ، وليس السبب وراء هذا هو مادة الميلانين ، والتصبغات وأنما راجع لأن هناك خاصية في الريش ذاته تساعد على انعكاس اللون وتشتيت الطيور . [1]
الشكل العام للطائر الصياد هو عبارة عن جسم سمن نسبياً ، وله ذيل قصير ومستقيم وهناك بعض الأنواع لها ذيل طويل قليلاً ، كما أن له رقبة ليست طويلة ، ورأس صغير ومتناسق مع جسده ، إضافة إلي أن الرأس تحتوى على منقار طويل ، ويختلف طول المنقار من حيث الطول حسب نوع الطائر ، ووظيفة المنقار وما يتغذى عليه .
ويمكن أن يكون المنقار رفيع وطويل وهذا بالنسبة للطيور التي تتغذى على الأسماك ، أما الطيور التي تستخدم المنقار في حفر الأرض فأن منقارها يشبه المغرفة التي تستخدم الحفر .
أما بالنسبة للأرجل فأن الملك الصياد يمتلك أرجل قصيرة بوجه عام ، ولكن الطيور التي لا تتغذى على الأسماك تكون لها أرجل أقصر ، كما أن جسده الذي حباه الله – عز وجل – به يساعده على صيد الأسماك بطريقة متقنة ودقيقة جداً ولهذا فأنه سمى بالملك الصياد ويتملك عادة أربعة أصابع في كل قدم .
وتضع أنثى طائر الصياد من ثلاث إلى عشر بيضات ، ويحمى البيض الأب ، والأم معاً ، وبعد أن يفقس البيض يتوالى الأبوين تعلم الصغار الطيران ، وإطعامهم ، كما أن الطيور الأخرى من نفس النوع تساعد الأبوين في هذا أن كان لهما مكانة كبيرة بين الفصيلة . [2]
في البداية يقف الملك الصياد على غصن شجرة ، أو يطير فوق الماء ، ويراقب حركة الأسماك بداخل المياه ، ويساعده على ذلك نظره الحاد ، وعيناه الكبيرة ، ويقدر من خلال هذه القدرة أن يرى الأسماك ويحدد مكانها بدقة ، وينظر اللحظة المثالية حتى ينقض على فريسته .
والطريقة التي ينزل بها إلى الماء تشبه الضرب بالرمح كثيراً ، حيث أنه يرتفع عن الماء حوالي 10 أمتار ثم ينزل دفعة واحدة إلى الماء وبسرعة فائقة ويمسك السمكة بمنقاره الطويل ، كما أنه يكون قادراً على الرؤية بطريقة واضحة في الماء، حيث أنه يمتلك أغشية تحمي الجفون من دخول الماء فيها ، وبعد أن يمسك بالفريسة فأنها يخرج بها ويطير إلى الأعلى وهو يحملها بين منقاره وتكون ما زالت على قيد الحياة ويخاف أن تفلت منه فيضربها بغصن الشجرة ، أو يطعنها عدة طعنات ، ثم يرميها في الهواء ، ويلتقطها داخل فمه ، كما أنه يمكن أن يأكل سمكات تفوق حجمه بثلاث مرات ، ولكن لا يأكلها على دفعة واحدة ، وإنما على ثلاث دفعات ، فيأكل جزء منها ويبقى الجزء الآخر خارج فمه .
كما أنه يخرج الأجزاء التي تحتوي على مواد يمكن لها أن تؤذي معدته مثل القشور السميكة ، والعظام ، ولكنه لا يأكل جميع أنواع الأسماك فهو يفضل الأسماك الصغيرة السهلة في الأكل ، كما أنه يحب أن يصطاد في الماء الصافي ، لأن الماء العكر يجعله يوظف كل طاقته في الصيد .
وفي الماء البارد يأكل السردين أكثر من غيره من الأسماك ، وفي الماء الساخن يفضل أن يصطاد المخلوقات الصغيرة ، التي لا تتمكن من الإفلات من قبضته . [3]
طائر الملك الصياد يوجد منه حوالي مائة نوع من الطائر الصياد حول قارات العالم ، ولكن كثر نوع منتشر منها حول العالم هو :
الطائر الرفراف أو رفراف الشجر ، والخشب ، ويوجد منها حوالي 12 نوعاً وموطنها الأصلي كان شبه جزيرة الهند الصينية ، وجنوب شرق آسيا ، وهذا لأنها تحتوى على الكثير من الأشجار والغابات ، ويتغذى هذا النوع من الطائر الرفراف على الديدان ، والحشرات .
والنوع الثاني من أنواع الطائر الصياد ، هو رفراف النهر ، ويكون هذا النوع من أصحاب الأجسام النحيلة حتى يتمكن من الطيران لصيد الأسماك التي يتغذى عليها ، كما أنه يأكل أنواع من الحشرات ، الديدان .
النوع الثالث من أنواع الطائر الصياد هو رفراف النهر ، وهذا النوع مختلف من حيث الشكل عن النوع الأول والثاني فأنه يمتلك ريش غامق اللون ، فنجد أن لونه أسود في أبيض ، أو بني في أخضر ، ويتغذى على الأسماك لكنه يحفر الأنفاق في الأرض يصل إلى مسافات طويلة في الأرض تصل إلى ثمانية أمتار ، كما أنه يعيش في أعشاش يصنعها بنفسه على أغصان الأشجار ، ويضع هذا النوع من الطائر الصياد البيت في الأنفاق التي يحفرها خوفاً عليها من الحيوانات المفترسة ، والطيور الجارحة ، ويدافع عن هذه الأنفاق والمخابئ بطريقة قوية خاصة وضع البيض بداخلها ، وفقست البيضات .
النوع الرابع من هو الرفراف القزم وبعكس جميع الأنواع الأخرى فأنه يمتلك ثلاثة أصابع في كل قدم ، وله ألوان مميزة جداً عن باقي الأنواع الأخرى فيكسوا جسده الريش ذو اللون الأصفر ، والأحمر ، ولكن الظهر يكون لونه أسود لامع ، وهذا ما دفع البعض أن يطلق عليه اسم الرفراف الأسود ، ويعيش هذا النوع في نفق صغير يصل طوله إلى متر فقط ، وتضع فيه الأنثى البيض ، ولكن هذا الطائر الجميل جني عليه ظلماً من قبل شعب دوسون في جزيرة بورنيو ، حيث أن شعب هذه الجزيرة يعتبرونه منذر بالخراب والشؤم ، وكان المحاربون إذا شاهدوا هذا الطائر في الطريق فإنهم يعودون ولا يذهبون للحرب ، ولكن هناك الكثير من الشعوب التي مجدت هذا الطائر لدرجة أن دولة كندا وضعته على العملة الخاصة بها .