Cant See Images
في عام 2018، أنهى ريال مدريد الموسم، بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب ليفربول، للمرة ال13 في تاريخه والثالثة على التوالي.
لكن الفرحة بهذا الإنجاز الاستثنائي، عكرها قرار المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان بترك منصبه، ثم مفاجأة رحيل نجم الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف التشامبيونزليج والنادي التاريخي.
تخبط ريال مدريد بعدها وغرق في حالة من عدم الاستقرار، ومن وقتها لم يتمكن من الفوز بدوري الأبطال مجددا، بل تعثر مشواره في البطولة التي يفتخر بكونه الأكثر تتويجا بها، وكانت أفضل نتيجة حققها هي بلوغ نصف النهائي العام الماضي.
ورغم أن الفريق عاد بعدها للألقاب، بعدما تولى زيدان تدريبه لفترة ثانية من مارس/اذار 2019 وحتى مايو/ايار 2021، وتوج معه الملكي بالدوري الإسباني لموسم 2019-2020 وكأس السوبر الإسباني 2020، لكنه لم يعد مقنعا أوروبيا.
وحصد الملكي الليلة الماضية لقبه ال14 بدوري الأبطال، بعد فوزه على ليفربول بهدف نظيف في النهائي، الذي بلغه بعد سلسلة انتفاضات إعجازية، ليثبت أنه تجاوز أزمته وطوى نهائيا صفحة كريستيانو والنجوم الاخرين الذين تبعوه في الرحيل، وعلى رأسهم قائده السابق وصخرة دفاعه سيرجيو راموس والمدافع الفرنسي رافائيل فاران.
وإذا كان الريال قد فقد عددا من أساطيره، وعلى الرغم من أنه لم يبرم صفقات ضخمة في السنوات الأخيرة، فإنه نجح في صناعة أساطير جديدة مثل الثلاثي اللاتيني: البرازيلي فينيسيوس صاحب هدف الفوز أمام ليفربول والأوروجوائي فيدي فالفيردي صانع الهدف، والبرازيلي رودريجو الذي لقبته الصحافة هذا الموسم ب"مستر تشامبيونز".
إعادة اكتشاف بنزيما
بجانب الجيل الجديد من اللاعبين، يبرز النجم الفرنسي كريم بنزيما، الذي أعيد اكتشافه بعد رحيل كريستيانو، ما منحه فرصة التألق وإبراز روح القائد التي بقيت لسنوات خلف ظل النجم البرتغالي.
فبعدما كان الفرنسي (34 عاما) هو صانع غالبية أهداف كريستيانو، أصبح هو صاحب اللمسة الأخيرة والحاسمة في الكثير من الأحيان لريال مدريد، لا سيما هذا الموسم الذي كان فيه لبنزيما الكلمة الأولى في الدوري الإسباني الذي توج به الريال وحقق فيه المهاجم الفرنسي لقب الهداف، وكذلك في الانتفاضات الثلاث التي حققها الريال في الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال وقادته للنهائي ليصبح أول فريق في التاريخ يفوز بالكأس ذات الأذنين رغم خسارته 3 مباريات إقصائية.
ورغم أنه لم يسجل في النهائي، فإن بنزيما هو هداف دوري أبطال أوروبا هذا الموسم برصيد 15 هدفا، كان معظمها حاسما لتقدم فريقه في المسابقة.
وإجمالا سجل بنزيما، الذي بات قريبا من الفوز بجائرة الكرة الذهبية، أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد له، بواقع 44 هدفا في 45 مباراة، بالإضافة إلى صناعة 15 هدفا، ليصبح بعد 13 موسما مع ريال مدريد ثاني أفضل هدافي الفريق على الإطلاق، حيث تعادل مع راؤول جونزاليس برصيد 323 هدفا، ويتفوق عليه فقط كريستيانو رونالدو.
ثلاثي لاتيني
صعد البرازيلي الشاب فينيسيوس إلى الفريق الأول لريال مدريد في موسم 2018-2019، لكنه لم يكن مقنعا بما فيه الكفاية وأثار الكثير من الجدل بسبب إضاعته للعديد من الفرص المؤكدة، حتى انتشرت تقارير صحفية عن استياء بنزيما منه لدرجة دفعته لتحريض زميله فيرلاند ميندي على عدم تمرير الكرات له.
لكن هذا الاستياء كان في الماضي، وفينيسيوس (21 عاما) لم يعد ذلك اللاعب الشهير بإضاعة الفرص، بل بات يشكل مع بنزيما ثنائيا هجوميا خطيرا وأصبح يصنع لزميله الفرنسي العديد من الأهداف.
ووضع المدير الفني الأسبق للريال جولين لوبيتيجي ثقته في فالفيردي (23 عاما) ومنحه فرصة اللعب في الفريق الأول عام 2018، وهي الثقة التي استمرت مع زيدان في فترته الثانية على رأس الإدارة الفنية للفريق، لاسيما مع رحيل ماركوس يورينتي.
وبالفعل كان فالفيردي على قدر المسؤولية، حتى عندما دفع به زيدان في مراكز غير معتاد عليها مثل مركز الظهير، وأثبت مكانته في الفريق يوما بعد يوم واكتسب أيضا ثقة المدير الفني الحالي الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
أما رودريجو أو "مستر تشامبيونز" كما اشتهر مؤخرا، فبات دعامة أساسية للريال في دوري الأبطال.
سجل رودريجو منذ بداية مشواره مع الفريق الأول للريال 10 أهداف في 26 مباراة بدوري الأبطال، مقابل 7 في 74 مباراة بالدوري الإسباني، وعما إذا كان لديه تفسير عن هذا الفارق أجاب اللاعب البرازيلي في مقابلة مع : "لا (مبتسما). أعتقد أنها مسابقة مختلفة تعيش فيها ليال خاصة دائما".
رجل النهائي
بالإضافة إلى هؤلاء، يبرز الحارس البلجيكي العملاق تيبو كورتوا (30 عاما) الذي كان رجل نهائي دوري الأبطال، وتصدى لعدة فرص مؤكدة للخصم، كما لعب دورا مهما في وصول الريال للنهائي وتتويجه بالليجا.
أكد كورتوا قبل النهائي أنه "لن يسمح بأن تكون هناك فرصة ثانية للفوز بالتشامبيونز"، وذلك بعدما خسر اللقب أمام الريال عام 2014، بينما كان في صفوف أتلتيكو مدريد، وبالفعل حقق كورتوا غايته وتوج لأول مرة بدوري الأبطال في مشواره.
ومنذ انضمامه إلى الريال عام 2018 حين انتزع من الكوستاريكي كيلور نافاس مكانه في التشكيلة الأساسية، اكتسب كورتوا خبرة وثقة، ما جعله يستحق أن يكون صمن أفضل حراس المرمى في التاريخ بشهادة كثيرين.