نظرات فى مقال هل يتباطأ الزمن خلال الأزمات؟
صاحب المقال كمال غزال وهو يدور حول مسألة تسمى التباطؤ الزمنى وقد قرنه غزال بوقت الأزمات فقط وقد استهل مقاله بذكر التباطؤ فى فيلم المصفوفة وفى الواقع فقال:
"في فيلم Matrix ( المصفوفة) يربح (نيو) بطل الفيلم معركته حينما يتباطأ الزمن في العالم الإفتراضي، لكن في العالم الحقيقي غالباً ما يخبر ضحايا الحوادث عن تباطؤ مماثل عندما يواجهون كارثة محتمة"
ثم طرح سؤال عن امكانية حدوث الحوادث بالحركة البطيئة كما يحدث فى أجهزة عرض الصور فقال :
" فهل بإمكان الإنسان حقاً أن يعيش تجارب بعرض الحركة البطيئة Slow Motion ؟
وأجاب بأن الإجابة هى كلا فقال :
" لا يبدو كذلك، ففي تجربة قام بها الباحثون في معهد بايلور الطبي في ولاية هيوستن الامريكية على مجموعة من المتطوعين بغية دراسة إحساسهم بالزمن لدى قيامهم بالسقوط الحر من على إرتفاع 100 قدم (حوالي 30 متراً) ليهبطوا على شبكة وعلى الرغم من تذكر المشاركين بأنهم أخذوا وقتاً أطول بمقدار الثلث بالمقارنة مع المشاركين في تجارب أخرى لم يكن بإمكانهم رؤية أحداث أكثر في الزمن وبدلاً من ذلك كانت المدة الأطول مخادعة لذاكرتهم فهي ليست تجربة بالعرض البطيء. وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة المكتبة الوطنية للعلوم."
وبعيدا عن كلام غزال فإن تعبير التباطؤ الزمنى هو نتاج نظرية النسبية لآينشتاين وفى هذا قال مقال التباطؤ الزمنى فى موسوعة ويكيبديا:
"يشاهد الإبطاء الزمني بين مشاهدين يتحركان بسرعة نسبية كبيرة جدا (نسبية لبعضهما البعض) تكون قريبة من سرعة الضوء. كما من الممكن حدوث الإبطاء الزمني عندما يكون أحدهما بالقرب من كتلة كبيرة جدا جدا (أي يكون كل منهما في مجال جاذبية مختلف عن الآخر ويكون الاختلاف كبيرا جدا جدا).
مثال: مشاهد على الأرض ومشاهد على كوكب المشتري) فيمر على الواقف على الأرض وقتا أطول مما يمر على الواقف في جاذبية المشتري، فإذا مر على الواقف على الأرض مثلا ساعة من الزمن مر على الواقف على المشتري أربعين دقيقة فقط، ويرجع ذلك إلى شدة الجاذبية البالغة على المشتري. ولا ينشأ هذا عن تقنية الساعتين وإنما ينشأ هذا الاختلاف فقط بسبب طبيعة الزمكان كما تصفها النظرية النسبية الخاصة.
وقد ثبتت صحة نظرية أينشتاين خلال تجارب مختلفة عملية عديدة مثل وضع ساعة في طائرة نفاثة تطير بسرعة أكبر من سرعة الصوت لمدة ساعات ثم عودتها إلى المطار فقد وجد أن الساعة التي كانت في الطائرة توخر جزءا من الثانية بالمقارنة بالساعة الموجودة على الأرض الذي لم تتحرك"
وما ذكر عبارة عن أوهام فمقياس الوقت واحد والزمن لا يتباطىء ولا يسرع وحتى المثال الأخير للساعة فى الطائرة ليس بسبب التباطؤ وإنما بسبب سرعة اهتزاز الطائرات والأشياء فيها وليس لسبب أخر
والمثال المضروب بالأرض والمشترى لم يقع فى الحقيقة فهو اقتراض وهمى لأن أحد لم يطلع للمشترى حتى يمكن إثبات التباطؤ أو التسارع لأن من يطلع يحترق كما قال تعالى بسورة الرحمن :
"يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان مبين فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران"
ومن ثم لا مجال للحديث عن نجاح نظرية كلامية فى ظل استحالة التجربة وفى ظل استحالة معرفة المتغيرات فى مثال الطائرة
وبالعودة لمقال غزال نجده ينقل عن أحدهم وهو إيغلمان كلاما طويلا هو :
"يقول د. ديفيد إيغلمان وهو أستاذ مساعد في علم الأعصاب والطب النفسي والعلوم السلوكية في المعهد المذكور
أن الناس تحس عادة بأن الزمن يبدو وكأنه في يمشي ببطء أثناء التعرض لحادث سيارة، فهل تحدث تجربة العرض البطيء فعلاً أم يبدو أنها عملية استعادة للأحداث التي وقعت؟
الجواب على هذا السؤال هو أمر حاسم لفهم كيفية تمثيل الوقت في الدماغ.
عندما لم يكن ركوب ألعاب الملاهي المروعة مثل المتدحرجة الإنزلاقية (رولر كوستر) وغيرها من الألعاب كافياً لإعطاء جرعة من الخوف تجعل من الزمن يتباطأ قرر د. إيغلمان وطلابه الخريجين تشيس ستيتسون وماثيو فيستا التفكير بأمر أكثر إثارة للخوف وهي جهاز مصيدة هوائية للتحليق، وكان عبارة عن نظام متحكم به يتساقط فيه المحلقين إلى الخلف ليرتفعوا إلى مسافة 150 قدماً (45 متراً) ومن ثم يسقطون على شبكة بأمان ولم يكن يتصل بالمحلقين أي حبال ويمكن أن تصل سرعتهم إلى 70 ميلاً في الساعة (112 كم / ساعة) خلال سقوط يدوم لمدة 3 ثوان.
يصفها د. إيجلمان أنها أكثر شيء مثير للخوف رآه في حياته رغم علمه بأنها آمنة تماماً، وكان يعرف أيضاً أنها ستكون أداة مثالية لجعل الناس يشعرون بأن الحادثة تستغرق وقتاً أكثر مما تستغرقه فعلياً.
تتألف هذه التجربة من جزئين:
الأول يطلب فيه الباحثون من المشاركين المزودين بمؤقت زمني قياس الوقت الذي يستغرقه الشخص في سقوطه
وفي الثاني يُطلب منهم كم من الوقت يستغرق سقوطهم بحسب ما يبدو لهم، وأظهرت النتائج في العموم أن الناس يقدرون مدة سقوطهم (كما ظهر لهم) أكثر بنسبة مقدارها 36 في المئة عن أقرانهم.
وبهدف دراسة تحديد فيما إذا كان هذا التشويه في الفترة الزمنية يعني أن بإمكان المتطوعين رؤية أحداث أكثر في الزمن (مثل كاميرا تصور بحركة عرض بطيئة) طور د. إيغلمان مع طلابه جهازاً خاصاً يسمى مقياس زمن الإدراك الحسي perceptual chronometer وربطوه على معصمي كل متطوع وفي هذا الجهاز تومض أرقام على شاشة العرض التي تشبه ساعة اليد، حيث ضبط العلماء سرعة وميض الأرقام بحيث تكون أسرع من أن يلاحظها المحلقين.
والنظرية كانت تفيد بأنه لو كان الإدراك بالزمن فعلاً بطئ فإن الأرقام التي تومض ستكون بطيئة بشكل كاف لكي يلاحظها المحلقون وبالتالي يسهل عليهم قراءتها وهم يسقطون سقوطاً حراً.
ووجد الباحثون أنه في حين كان المشاركون في التجربة قادرين على قراءة الأرقام التي كانت تظهر بسرعات عادية خلال سقوطهم الحر فإنهم لم يتمكنوا من قراءتها في سرعات أعلى من العادية."
وبعد هذا العرض للتجربة التى أجريت انتهى إيغلمان أن عملية التباطؤ تحدث فى الذاكرة وليس بالفعل فقال :
"يقول د. إيجلمان:
" اكتشفنا أن الناس لا يشبهون نيو في فيلم المصفوفة The Matrix فهو كان يتفادى الرصاص في العرض البطيء، والمفارقة هنا أن الوقت بدا أطول للمتطوعين في التجربة أثناء سقوطهم الحر، والجواب عن ذلك هو أن هناك تشابكاً بين تقدير الوقت والذاكرة: فالمتطوعين اعتقدوا أن السقوط أخذ منهم وقتاً أطول فقط عند استعادتهم لوقائع الحادثة ".
وأثناء وقوع حادثة مخيفة تصبح منطقة في الدماغ تسمى اللوزتان amygdala أكثر نشاطاً مما يجعل مجموعة ثانوية من الذكريات تسري مع ذكريات أخرى تتولاها مناطق أخرى من الدماغ.
وبهذه الطريقة يكون لذكريات الحوادث المخيفة صلات مع ذكريات أكثر غنى وتركيزاً. "
وكرر غزال عن الرجل أن العملية دماغية وهى ليست دماغية لأن النفس التى تتذكر ليست عضوا جسميا لخروجها من الجسم أثناء النوم كما قال تعالى :
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
ونجد تكرار نفس المعنى فى الفقرات التالية:
"وكلما تسنى لك المزيد من الذكريات حول حادثة ما كلما اعتقدت أنها استغرقت وقتاً أطول كما يوضح د. إيغلمان.
يقول د. إيغلمان:
" سمحت لهم الدراسة أن يستنتجوا بأن إحساس الشخص بالزمن ليست ظاهرة تسريع أو تبطيئ وأن العقل لا يشبه كاميرا الفيديو ".
كذلك تمكن د. إيغلمان مع فريقه من التحقق من هذه النتيجة في المختبر في تجربة أجريت مؤخراً ونشرت في عدد من مجلة بلوس ون PLOS One حيث استخدم إيغلمان والمتخرج فاني بارياداث صور متتابعة الظهور في سلسلة لخلق نفس ظروف تشويه الفترة الزمنية.
على سبيل المثال عندما ومضت صورة حذاء على شاشة الكومبيوتر ثم صورة حذاء وبعدها صورة حذاء وبعدها صورة زهرة وتبعتها صورة حذاء ظن المشاهدون أن الزهرة بقيت على الشاشة لفترة أطول مع أن مدة ظهورها بقيت بنفس مدة ظهور صورة الحذاء.
ومع أن نتائج تجربة د. إيغلمان وبارياداث أظهرت أن رغم التشويه الحاصل في الفترات الزمنية خلال عرض الصور المتتابعة فإن جوانب أخرى زمنية مثل الأضواء المتقطعة والأصوات المصاحبة لم يطالها التغيير.
- أي أن نتائج كانت نفسها في الدراستين المذكورتين.
يضيف د. إيغلمان:
" على ما يبدو أنك لو عشت حادثة استغرقت وقتاً طويلاً على نحو غير عادي فإن هذا لا يعني أن تجربتك اللحظية تمتد فعلياً (تتوسع) مع الزمن بل إنه يعني ببساطة انك ننظر إليها خلفاً (تستعيد الوقائع) عندئذ تعتقد أنها استغرقت وقتاً أطول ".
إن لما ذكر آنفاً صلة بظاهرة تتعلق بتسارع الزمن عندما يتقدم بك العمر، فعندما تكون طفلاً يكون لديك ذكريات غنية عن كل تجاربك ولكن عندما تصبح أكبر سناً فإنك تنظر إليها كلها وهي خلفك (في ماضيك) وبالمقابل يبقى لديك القليل من ذكرياتك الراهنة، لذلك ينظر الطفل وراءه في الزمن إلى نهاية فصل صيف قضاه فيبدو إليه وكأنه استمر للأبد بينما يتضخم في اعتقاد البالغين."
وبناء على هذه التجارب يظهر أن التجارب على نظرية آينشتاين مناقضة لها فتجارب نظرية النسبية تثبت تباطؤ الزمن وتجارب إيغلمان تثبت العكس وهو أن الزمن لا يتباطىء ولا يسرع وإنما الشعور بالبطء أو بالسرعة هو عملية نفسية وهو ما يعرفه البشر بأن لحظات الحزن طويلة ولحظات السعادة قصيرة وهو مجرد إحساس نفسى ليس إلا
k/vhj tn lrhg ig djfh'H hg.lk oghg hgH.lhj?