نظرات في مقال جنون العظمة: حين ترى نفسك إله
صاحب المقال هو مهدى أونتيتى وهو يدور حول اعتبار ما يسمونه بجنون العظمة مرض
قطعا علماء النفس الكفار أمثال فرويد حاولوا تبرئة الناس من جرائمهم بجعل تلك الجرائم أمراض ومن خلال اختراعاتهم التى تنفى المسئولية عن المجرمين كاللاوعى
ومن ثم بناء على هذا الباطل تم العفو عن آلاف مؤلفة من المجرمين بحجة كونهم مرضى نفسيين أو مرضى عقليين مع أن العقل لا يمكن أن يكون فيه مرض وإنما انعدام العقل هو المرض
المقال يتحدث عن وهم العظمة أو جنون العظمة فيقول مهدى :
"حالة مرضية نفسية خطيرة قد تؤذي الآخرين
" .. اليوم سوف أحدثك حول موضوع قد يبدو لك غريبا أو أنك تسمعه لأول مرة ... "وهم العظمة" .. لو سمعته مسبقا قد يذكرك بشخصية Kira من أنمي Death note أو شخصية Boros من أنمي One punch man ولو كنت من محبي المسلسلات الأجنبية فلن تخفى عليك شخصية Berlin من المسلسل الإسباني الشهير La casa de Papel "
وعرف مهدى الجريمة بكونها مرض فقال :
" جنون العظمة أو الميغالومانيا هو اعتقاد افكار غير صحيحة ,غير واقعية ولكنها منطقية, وجنون العظمة حالة مرضية نفسية خطيرة حيث يعتقد فيها المصاب بأنه استثنائي و شخصية هامة ذو إنجازات عظيمة ونفوذ كبيرة, فيمكن أن يؤدي به اعتقاده لادعائه العلم, النبوة أو الكمال .. وفي بعض الاحيان الالوهية. "
كما سبق القول الأمر ليس جنونا وليس مرضا مانعا من العقاب وإنما هو جريمة يرتكبها صاحبها وهو يعرف ما يرتكبه ولو كان ألأمر كما يدعى النفسيين ما جعل الله فرعون مجرما مفسدا عندما قال :
" أنا ربكم الأعلى "
وقال :
" ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"
وفى اجرامه وفساده قال تعالى :
" وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ"
وقال :
"إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ"
وأيضا الملك الذى حاج إبراهيم (ص) وادعى أنه إله يحيى ويميت وصفه الله بالكفر فقال :
" فبهت الذى كفر "
وذلك أثناء قصه قصته في قوله تعالى :
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
قطعا لا يمكن أن يكون أى إنسان يعرف أنه يتبول أو يتبرز ثم يدعى العظمة كالألوهية إلا مجرما كافرا فمجرد معرفة ذلك نفى للألوهية
وتحدث الرجل عن المجرم يعتبر ما يحدث له مؤامرة فقال :
"والمصاب يفسر كل الوقائع التي تحدث على أنها مؤامرة تقودها منظمات عالمية سرية ... للايقاع به, حتى أنه قد يخترع أحداث خيالية ليعزز ذلك .. "
وهو ما ينطبق على فرعون عندما اعتبر المتفقين معه وهم السحرة متآمرين عليه عندما أسلموا وفى هذا قال تعالى :
"فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى"
وفرق الرجل بين وهم العظمة وبين رفع المعنويات فقال :
"ربما ستخبرني أنه سبق لك أن أحسست بالتميز و النرجسية, لكن يا صديقي علي أن أذكرك بأن ما تمر به ما هو إلا طريقة لترفع بها معنوياتك و ثقتك بنفسك, أما وهم العظمة فهو خطير جدا لدرجة ان المصاب جاهز لاتخاذ كل اجراء يثبت صحة اعتقاده ... حتى لو أذى الاخرين."
وتحدث عن أوهام المجرم وهى كونه خارق واستثنائى فقال :
"يخيل للمصاب انه خارق واستثنائي
في الحقيقة ما أثارني حول هذا المرض هو مشاعر الاضطهاد والعظمة التي تصاحبه, فالمتوهم يرى بأنه على حق دائما, كأنه فوق جبل يرى من تحته نملا ... ولا يرتكب الأخطاء فهو معصوم من ذلك وحتى إن حدثت فسيفسرها على أنها كانت ضمن خطته البديلة, حتى أنه يربط بين أحداث تقع حوله, كأن يسمع عبارات عبر التلفاز أو أن يتهامس شخصان قربه ليخلص أنه مستهدف , وأن في اغتياله مصلحة لمجموعة من المنظمات والدول التي تتآمر عليه ... والمريض مقتنع بأفكاره بكل نفس يتنفسه ودم يجري في عروقه محتقرا غيره, وإن تجابهت معه في نقاش سيهزمك شر هزيمة مقنعا إياك بأفكاره, فهو يتكلم بكل منطقية, وخطاباته تتسم بالحماسة ... الغضب والكراهية وأيضا طابع الإقناع."
وما قاله الرجل ينطبق على جرائم فرعون والملك المحاج ففرعون مثلا اتهم موسى(ص) وهارون(ص) بأن لهما أهداف خبيثة تجاه القوم وهو اخراجهم من بلادهم فقال :
قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَامُوسَى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى"
وتحدث مهدى عن حاجة المتوهم للعلاج فقال :
"من البديهي أن تظن يا صديقي أن المصاب يحتاج فقط للعلاج ... لكن ماذا لو وصل المريض بهذا الوهم إلى الحكم, هل يكون الأوان قد فات ... في الواقع أنا لست مضطرا للإجابة على هذا السؤال , فالتاريخ وحده يشهد الكوارث و المصائب والمجازر التي سببها سياسيون مصابون بجنون العظمة كهتلر وأمثاله .."
قطعا لا يوجد علاج لأنه لا يوجد مرض وإنما توجد نفس خبيثة تأبى إلا الكفر في أعلى درجاته
وما قاله الرجل عن هتلر هو نوع من الخطأ فكل الحكام الذين يظلمون الناس هم مجرمون وهم الغالبية العظمى من الحكام عبر التاريخ فليس معنى أن يقول واحد أن العرق الآرى هو الأعظم أو أن العرق السامى أو الإسرائيلى هو الأعظم معناه أنه وحده من ادعى أللوهية لأن كل الكفار يدعونها كما قال تعالى :
" أفرأيت من اتخذ إلهه هواه"
فكل فرد يشرع لنفسه حلال وحرام دون الرجوع لوحى الله هو مدعى للألوهية وإن لم يقل ذلك صراحة لأن من يحلل أو يحرم شىء من نفسه يضع نفسه موضع الله المشرع الوحيد
وأنهى الرجل مقاله أنه يعتقد أن ما يجعل الفرد يدعى العظمة هو أنه يطلب الكمال ويفشل في الوصول إليه فقال :
"في اعتقادي الشخصي ربما ما يجعل الشخص مصابا بهذا الوهم هو الرغبة في الكمال ومواقف الفشل الصادمة التي تجعله منه مع مرور الزمان نافيا لها في شخصيته, ولا تنسى يا صديقي العزيز أن تضع تعليقا أن كان لك نظر حول هذا الموضوع .. واتمنى ان تخبرني هل صادفت يوما اشخاصا من هذا النوع .. وكيف نتعامل مع هكذا اشخاص؟ .."
قطعا لا وجود للكمال في الإنسان لأن الله خلق الناس ليخطئوا ويصيبوا فكل ابن آدم خطاء وليس هناك أحد منهم معصوم من الخطأ حتى الرسل (ص) أنفسهم
ولذلك نجد الله يذكر لما الرسل(ص) أذنبوا في حياتهم ولكنهم استغفروا وتابوا من تلك الذنوب ومن ذلك قوله في خاتم الأنبياء(ص):
"إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا"
وقال :
" واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات "
وقوله في توبة واستغفار موسى (ص) من ذنب قتل الرجل خطأ :
"وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ"
وكذلك قوله في ذنب يونس (ص) عندما ظن ظنا خطأ أن الله لن يقدر عليه :
" وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ"
وكذلك قوله في ذنب نوح(ص) حيث طلب ادخال ابنه الجنة والذى استغفر الله منه فقال :
"وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
قطعا ما يسمونه بوهم العظمة ليس جنونا ولا مرضا وكذلك كل ما اخترعوه مما سموه بالعقد النفسية التى هى عبارة عن جرائم عصيان لأحكام الله
k/vhj td lrhg [k,k hgu/lm: pdk jvn kts; Ygi