نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول الانفجار الذى قيل أنه وقع في سيبيريا منذ أكثر من قرت والتفسيرات التى قدمت حول الانفجار
في مستهل مقدمته تحدث العطار عن ظهور شمسين في وقت واحد فوق سيبيريا وأن الناس تذكروا ان القيامة ستحدث فذهبوا لرجال الكنيسة لسؤالهم عن الاستعداد للقيامة فقال :
"هل يمكن ان تتخيل عزيزي القارئ ظهور شمس ثانية في كبد السماء الى جانب شمسنا الحالية , طبعا اناس كثيرون سيعتبرون حدوث أمر كهذا على انه من علامات الساعة , وهذا بالضبط ما ظنه أهالي منطقة تونكيوسكا في روسيا صباح احد أيام عام 1908 , حتى ان المساكين بعثوا رسلهم على وجه السرعة الى اقرب رجل الدين ليسألوه عن الكيفية التي يجب ان يتهيئوا بها ليوم الحساب وما هي الشعائر اللازمة لمواجهة هذه المناسبة!! ولعلك عزيزي القارئ تسخر من هؤلاء القوم , لكن لوقيض لك ان تشاهد ما رأوه في ذلك الصباح العجيب لأشفقت عليهم وعذرتهم , بل ربما لوافقتهم فيما ذهبت إليه آرائهم , فذلك الصباح كان استثنائيا وخارقا بكل معنى الكلمة."
قطعا ما حدث لم يكن ظهور شمسين لأنه لا وجود غلا لشمس واحدة كما قال تعالى :
" لا الشمس ينبغى لها ان تدرك القمر "
فما حدث هو شىء نادرا ما يقع وهو طلوع الشمس والقمر معا في ذلك الوقت وهو أمر رأيته بعينيى قبل غروب الشمس في أحد الرمضانات الماضية حيث كانت الشمس تميل للغروب وكان القمر في الثلث الأخير من السماء في الجعة المقابلة
وتساءل العطار عن وقوع طبق طائر في ذك اليوم ثم حكى لنا بعض ما جاء في الأوراق المنشورة حول الواقعة فقال :
"هل انفجر صحن طائر في سماء سيبيريا صباح ذلك اليوم؟
كان صباحا عاديا في سيبيريا , كانت السماء زرقاء صافية وأشعة الشمس الذهبية تنساب بهدوء بين أوراق وأغصان غابات سيبيريا الخضراء لتوشح الأرض بلون ذهبي جميل ولتشيع جوا من الغبطة والتفاؤل في نفوس الأشخاص القلائل الذين كانوا يسكنون في تلك النواحي النائية والمنعزلة من روسيا , احد هؤلاء كان السيد سيمينوف الذي كان يعيش في بلدة فانفارا الصغيرة , والذي كان صباح ذلك اليوم يجلس بهدوء أمام منزله متأملا المنظر الطبيعي الخلاب أمامه , كانت الساعة تشير إلى حوالي السابعة صباحا عندما رفع رأسه ليرى خطا مضيئا ظهر فجأة في السماء وشطرها نصفين تاركا خلفه ذيلا طويلا من النيران الملتهبة التي جعلته يشعر بحرارة شديدة تكاد تدفعه لتمزيق قميصه الذي ظن لوهلة ان النيران قد نشبت فيه , ثم فجأة دوى صوت انفجار عظيم وأحس السيد سيمينوف بجسده يطير في الهواء ليرتمي ارضا على بعد عدة ياردات فاقدا للوعي تقريبا من هول الصدمة , ثم أحس بيدي زوجته التي هرعت اليه تسحبه وتقوده الى داخل المنزل بسرعة وما ان أغلقت الباب حتى دوى صوت مهيب بدا كما لو انه صوت صخور عظيمة تتكسر وتتهاوى من السماء او كما لو ان آلاف المدافع تطلق قذائفها معا في آن واحد , ثم بدئت الأرض تهتز بشدة فغطى السيد سيمينوف وزوجته رأسيهما بكلتا يديهما هلعا ورعبا ثم هبت من جهة الشمال رياح عاصفة شديدة الحرارة ضربت بيوت البلدة الخشبية بقوة فحطمت النوافذ وكسرت الأقفال وأحرقت بعض المزروعات.
لم يكن السيد سيمينوف الشخص الوحيد في ذلك الصباح الذي شاهد الانفجار وأحس به فهناك العديد من الأشخاص عاينوا ما جرى وخالجهم نفس شعور الخوف والرعب الذي أصاب السيد سيمينوف , بعضهم وصف ما جرى بظهور جسم غريب مضيء ومحاط بالنار واللهب في السماء وتحركه باتجاه الشمال لمدة عشر دقائق قبل ان ينفجر بشكل مهيب , احد الشهود القريبين من المكان كان نائما مع أخيه في خيمة في العراء عندما استيقظا فجأة بعد ان أحسا بالأرض ترتجف تحتهما وبريح حارة وعاصفة تقتلع خيمتهما , احد الشقيقين وصف ما رآه بعد ذلك قائلا: "عندما رفعت رأسي رأيت منظرا عجيبا , لم تكن النار قد شبت في الأشجار حولنا لكنها كانت تتوهج بشكل غريب , كان هناك ضوء قوي ونور ساطع في السماء الى درجة إني أغلقت عيني من الألم , ثم دوى صوت مهيب أشبه بصوت الرعد فرفعت رأسي ونظرت نحو الشمال , كان الجو صافيا وخاليا من الغيوم وكانت شمسنا تتوهج كالعادة , لكن كانت هناك شمس ثانية معها في السماء!! ".
من حسن الحظ ان المنطقة التي حدث الانفجار فوقها مباشرة كانت خالية تقريبا من السكان لذلك لم يسجل فقدان وموت أي شخص في تلك الواقعة المروعة التي لو كانت حدثت فوق إحدى المدن الكبرى لخلفت حتما مئات الآلاف من القتلى لأن الانفجار كان قويا الى درجة انه شاهده وشعر بالهزات التي رافقته أشخاص على بعد 350 ميل , وتسبب في حدوث هزة أرضية بلغت قوتها 5 درجات على مقياس ريختر أحست بها وسجلتها مراكز الرصد في أوربا وأمريكا , ولعدة ليال بعد الانفجار استمرت السماء بالتوهج بضوء غريب في أوربا وآسيا حتى ان سكان لندن كان باستطاعتهم قراءة الجرائد ليلا بدون الحاجة إلى المصابيح!. "
الحكايات المحكية من قبل الشهود التى نقلها العطار متناقضة فما بين خط مضىء وما بين شمس ثانية ضاعت الحقيقة
وما قيل عن شدة الحرارة يمنع رؤية أى أحد لما حدث في الحقيقة ومن ثم الواقعة لم تحدث بتلك الصورة التى حكاها بها الشهود وحكاية انتشار الضوء في أوربا وآسيا هو كلام فارغ لم يثبت منه شىء
الانفجار أو قل بالأحرى البرق هو السبب فيما حدث وتلاه الزلزال
وتحدث العطار عن أن حكومة روسيا الملكية لم تهتم بالأمر وظل ما حدث مجهولا حتى زالت الملكية وجاءت الشيوعية حيث طالب أحد العلماء بدراسة موقع الواقعة وبالفعل ذهب فريق للدراسة كما في الفقرة التالية:
"رغم غرابة ما حدث في ذلك الصباح المخيف من عام 1908 ورغم ان الصحافة المحلية الروسية كتبت عن الانفجار إلا ان الحكومة القيصرية الغارقة في المشاكل في موسكو لم تكلف نفسها عناء التحقيق في الحادث , وربما كانت الأحداث العاصفة التي مرت بها روسيا وأوربا في مطلع القرن العشرين سببا في تجاهل العالم لما حدث في منطقة تونكيوسكا (Tunguska) السيبيرية لسنوات طويلة , لكن في عام 1921 اقنع العالم ليونيد كيولك الحكومة السوفيتية بإرسال بعثة الى منطقة الانفجار للتحقق مما حدث هناك قبل ثلاثة عشر عاما , وقد وافقت الحكومة على ذلك بعد ان أغراها كيولك بالمعادن الثمينة التي ربما يكون الانفجار قد خلفها ورائه ويمكن استعمالها في الصناعات السوفيتية الناشئة. "
وما توصلت له البعثة السوفيتية هو احتراق الغابات على مسافة خمسين كيلو متر وسقوط كل الأشجار على الأرض عدا مساحة صغيرة ظلت أشجارها واقفة ولكن بدون أغضان او أوراق وفى هذا قال :
"في عام 1927 وبعد عدة سنوات من البحث والتحري والاستماع الى إفادات الشهود وصلت بعثة كيولك الى منطقة الانفجار في تونكيوسكا , وقد كان المنظر الذي شاهدوه هناك مرعبا بحق , لقد كانت هناك أراضي وغابات محروقة بالكامل في منطقة مساحتها اكثر من خمسين كيلومترا , كانت الأشجار متفحمة وساقطة أرضا باتجاه معاكس للجهة التي حدث فيها الانفجار , لكن المفاجأة التي صدمت العلماء هي انهم كانوا يتوقعون ان يجدوا حفرة أو فوهة ناجمة عن الانفجار في النقطة التي حدث فوقها مباشرة الا انهم عوضا عن ذلك وجدوا غابة صغيرة من الأشجار التي لم تسقط أرضا كتلك المحيطة بها لكنها ظلت منتصبة كأعمدة الكهرباء بعد ان فقدت جميع أوراقها وأغصانها مما يدل على ان الانفجار حدث فوقها مباشرة "
وقدم التفسير على أنه نيزك سقط ولكن العطار انتقد تلك الفرضية مشيرا إلى استحالة حدوثها فقال :
" وبسبب عدم العثور على حفرة في المكان فأن عملية فهم ما حدث أصبح أمرا أكثر تعقيدا مما ظنه العلماء للوهلة الأولى والذين اعتقدوا واستنتجوا بعد اطلاعهم على إفادات الشهود بأن الجسم الذي انفجر كان نيزكا كبيرا بقطر حوالي ستين مترا اخترق الغلاف الجوي الأرضي ونتج عن عملية احتكاكه واحتراقه انفجار عظيم , لكن كيف يعقل ان يحترق نيزك بهذا الحجم في الجو بالكامل ولا تصل أي من أجزائه الى الأرض؟ هذا هو اللغز الذي ارق العلماء ولم يجدوا جوابا له حتى اليوم فجميع التحليلات والاختبارات التي أجروها على البقايا المحروقة في مكان الانفجار لم تعط تفسيرا قاطعا ومنطقيا حول ما حدث."
وتحدث عن احتمالات أسباب حدوث الانفجار فقال :
"وهناك اليوم عدة نظريات حول انفجار سيبيريا العظيم ربما تكون أكثرها قبولا لدى العلماء هوان نيزكا بقطر حول ستين مترا اخترق الغلاف الجوي الأرضي في صبيحة يوم 30 حزيران / يوليو1908 واحترق في الغلاف الجوي على ارتفاع حوالي 7 - 10 كيلومتر فوق سطح الأرض وقد تولد عن احتراقه انفجار عظيم بقوة 10 - 15 ميغا طن (1 ميغاطن = 10000 طن من مادة TNT الشديدة الانفجار) أي ما يعادل ثلث قوة قنبلة العصر الهيدروجينية وهي اقوي سلاح صنعه البشر , ويعتقد العلماء ان سبب عدم وصول شظايا من النيزك وارتطامها بسطح الأرض يرجع الى انه كان يتكون بصورة رئيسية من الغبار وبعض المواد المتجمدة لذلك احترق وتبخر بصورة كاملة في الجو."
بالطبع لا وجود للنيازك ولا يمكن أن يسقط جسم من السماء على الأرض لأن الله منع ذلك فقال :
"ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه"
وكل ما ورد في الوحى هو أن السماء فيها مصابيح أى نجوم أى كواكب أى بروج ولم يرد فيها ذكر نيازك أو كويكبات أو أقمار أو شموس غير قمر واحد وشمس وحدة كما قال تعالى :
"تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا"
والتفسير الثانى نيزك من نوع مخصوص والثالث ثقب أسود صغير وقد اعترض عليهما العطار مبينا أسبابه حسب نظرية النسبية فقال :
"هناك نظريات أخرى اقل قبولا لدى العلماء تحاول تفسير ما حدث , بعضها يعتقد بأن هناك نيازك توجد داخلها مواد كيميائية ومعادن يمكنها ان تولد عند احتراقها انفجارا نوويا , أي بمعنى أخر ان النيزك من هذا النوع يكون أشبه بقنبلة نووية أو هيدروجينية طبيعية.
ونظرية أخرى تزعم ان الانفجار حدث نتيجة مرور ثقب اسود صغير بالكرة الأرضية ولكن ما يضعف هذه النظرية هوعدم وجود فوهة او حفرة في منطقة الانفجار كما لم يحدث انفجار مماثل في الجهة المقابلة (أي النقطة المقابلة على الطرف الأخر من جسم الأرض الكروي) لمنطقة الانفجار في عام 1908 وهوما يجب ان يحدث نظريا عند مرور الأرض بثقب اسود."
والنظرية او الفرضية الرابعة هى أن بحيرة جيكو هو الفوهة التى نتجت عن النيزك وهو قوله :
"هناك أيضا دراسة وفرضية حديثة تعتقد ان بحيرة جيكو الصغيرة الواقعة بالقرب من مكان الانفجار هي في الحقيقة ليست بحيرة طبيعية ولكنها الفوهة التي تكونت نتيجة اصطدام بعض قطع النيزك بالأرض."
قطعا والنظرية هى الأخرى مستبعدة لأن النيزك لو سقط لن يحدث فوهى وإنما تل أو جبل فوق المنطقة التى سقط فوقها كما يسقط أى حجر فوق الرض فيكون فوقها ولا ينزل تحتها
والنظرية التالية هى نزول طبق طائر للأرض وفيه قال :
"وهناك أيضا نظريات لأنصار ظواهر ما وراء الطبيعة والأحداث الخارقة والتي تفسر ما حدث عام 1908 على انه انفجار صحن طائر قادم من عوالم أخرى حيث يزعمون ان غرابة الانفجار وعدم تركه أي حفرة او فوهة في الأرض إضافة الى عدم العثور على قطع من النيزك في مكان الانفجار كلها تدل على انه كان صحنا طائرا أصيب بخلل وانفجر داخل الغلاف الجوي الأرضي وان شدة الانفجار سببها التقنية المتقدمة والمتطورة التي تستعملها المخلوقات الفضائية لقطع المسافات الكونية الهائلة بين النجوم والكواكب , وبسبب هذه النظرية يحلو للبعض أطلاق اسم حادثة روزويل الروسية على الانفجار تشبها بحادثة روزويل الأمريكية الغامضة"
وهو تفسير غير مقبول فلا وجود لأطباق طائرة لعدم العثور على واحد منها وعدم العثور على أى أثر لطبق طائر على الأرض وقد اعترفت الوثائق الأمريكية عن روزويل بعدم وجود أطباق طائرة في حادثة روزويل
وأخيرا قدم قد وجهة نظر المتدينيين وهى قرب قيام الساعة فقال :
" وهناك إضافة الى كل النظريات السابقة رأي الناس الذين شاهدوا الحادثة ورأي مجموعات كبيرة من المتدينين والمؤمنين حول العالم ومن مختلف الأديان الذين يعتقدون بأن انفجار تونكيوسكا ما هو إلا من علامات الساعة (شمسين في سماء واحدة!) وانه واحد من مجموعة دلائل وعلامات حدثت في العصر الحديث والتي تدل على ان يوم الحساب قريب وان القيامة هي قاب قوسين او أدنى."
وقطعا القيامة موعدها غير معروف لأحد ولا يوجد لها علامات تسبقها كما قال تعالى :
"يسئلك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله"
يبقى أن نذكر ان حادثة انفجار سيبيريا العظيم تشكل اليوم هاجسا مخيفا لدى الكثيرين حول العالم خصوصا مع التوقعات المتزايدة (التي لا تستند الى أساس واقعي ولكنها محتملة طبعا) حول ان تتعرض الكرة الأرضية الى اصطدام مع كويكب او نيزك عملاق قد يؤدي الى القضاء على الحياة برمتها على الأرض.
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول الانفجار الذى قيل أنه وقع في سيبيريا منذ أكثر من قرت والتفسيرات التى قدمت حول الانفجار
في مستهل مقدمته تحدث العطار عن ظهور شمسين في وقت واحد فوق سيبيريا وأن الناس تذكروا ان القيامة ستحدث فذهبوا لرجال الكنيسة لسؤالهم عن الاستعداد للقيامة فقال :
"هل يمكن ان تتخيل عزيزي القارئ ظهور شمس ثانية في كبد السماء الى جانب شمسنا الحالية , طبعا اناس كثيرون سيعتبرون حدوث أمر كهذا على انه من علامات الساعة , وهذا بالضبط ما ظنه أهالي منطقة تونكيوسكا في روسيا صباح احد أيام عام 1908 , حتى ان المساكين بعثوا رسلهم على وجه السرعة الى اقرب رجل الدين ليسألوه عن الكيفية التي يجب ان يتهيئوا بها ليوم الحساب وما هي الشعائر اللازمة لمواجهة هذه المناسبة!! ولعلك عزيزي القارئ تسخر من هؤلاء القوم , لكن لوقيض لك ان تشاهد ما رأوه في ذلك الصباح العجيب لأشفقت عليهم وعذرتهم , بل ربما لوافقتهم فيما ذهبت إليه آرائهم , فذلك الصباح كان استثنائيا وخارقا بكل معنى الكلمة."
قطعا ما حدث لم يكن ظهور شمسين لأنه لا وجود غلا لشمس واحدة كما قال تعالى :
" لا الشمس ينبغى لها ان تدرك القمر "
فما حدث هو شىء نادرا ما يقع وهو طلوع الشمس والقمر معا في ذلك الوقت وهو أمر رأيته بعينيى قبل غروب الشمس في أحد الرمضانات الماضية حيث كانت الشمس تميل للغروب وكان القمر في الثلث الأخير من السماء في الجعة المقابلة
وتساءل العطار عن وقوع طبق طائر في ذك اليوم ثم حكى لنا بعض ما جاء في الأوراق المنشورة حول الواقعة فقال :
"هل انفجر صحن طائر في سماء سيبيريا صباح ذلك اليوم؟
كان صباحا عاديا في سيبيريا , كانت السماء زرقاء صافية وأشعة الشمس الذهبية تنساب بهدوء بين أوراق وأغصان غابات سيبيريا الخضراء لتوشح الأرض بلون ذهبي جميل ولتشيع جوا من الغبطة والتفاؤل في نفوس الأشخاص القلائل الذين كانوا يسكنون في تلك النواحي النائية والمنعزلة من روسيا , احد هؤلاء كان السيد سيمينوف الذي كان يعيش في بلدة فانفارا الصغيرة , والذي كان صباح ذلك اليوم يجلس بهدوء أمام منزله متأملا المنظر الطبيعي الخلاب أمامه , كانت الساعة تشير إلى حوالي السابعة صباحا عندما رفع رأسه ليرى خطا مضيئا ظهر فجأة في السماء وشطرها نصفين تاركا خلفه ذيلا طويلا من النيران الملتهبة التي جعلته يشعر بحرارة شديدة تكاد تدفعه لتمزيق قميصه الذي ظن لوهلة ان النيران قد نشبت فيه , ثم فجأة دوى صوت انفجار عظيم وأحس السيد سيمينوف بجسده يطير في الهواء ليرتمي ارضا على بعد عدة ياردات فاقدا للوعي تقريبا من هول الصدمة , ثم أحس بيدي زوجته التي هرعت اليه تسحبه وتقوده الى داخل المنزل بسرعة وما ان أغلقت الباب حتى دوى صوت مهيب بدا كما لو انه صوت صخور عظيمة تتكسر وتتهاوى من السماء او كما لو ان آلاف المدافع تطلق قذائفها معا في آن واحد , ثم بدئت الأرض تهتز بشدة فغطى السيد سيمينوف وزوجته رأسيهما بكلتا يديهما هلعا ورعبا ثم هبت من جهة الشمال رياح عاصفة شديدة الحرارة ضربت بيوت البلدة الخشبية بقوة فحطمت النوافذ وكسرت الأقفال وأحرقت بعض المزروعات.
لم يكن السيد سيمينوف الشخص الوحيد في ذلك الصباح الذي شاهد الانفجار وأحس به فهناك العديد من الأشخاص عاينوا ما جرى وخالجهم نفس شعور الخوف والرعب الذي أصاب السيد سيمينوف , بعضهم وصف ما جرى بظهور جسم غريب مضيء ومحاط بالنار واللهب في السماء وتحركه باتجاه الشمال لمدة عشر دقائق قبل ان ينفجر بشكل مهيب , احد الشهود القريبين من المكان كان نائما مع أخيه في خيمة في العراء عندما استيقظا فجأة بعد ان أحسا بالأرض ترتجف تحتهما وبريح حارة وعاصفة تقتلع خيمتهما , احد الشقيقين وصف ما رآه بعد ذلك قائلا: "عندما رفعت رأسي رأيت منظرا عجيبا , لم تكن النار قد شبت في الأشجار حولنا لكنها كانت تتوهج بشكل غريب , كان هناك ضوء قوي ونور ساطع في السماء الى درجة إني أغلقت عيني من الألم , ثم دوى صوت مهيب أشبه بصوت الرعد فرفعت رأسي ونظرت نحو الشمال , كان الجو صافيا وخاليا من الغيوم وكانت شمسنا تتوهج كالعادة , لكن كانت هناك شمس ثانية معها في السماء!! ".
من حسن الحظ ان المنطقة التي حدث الانفجار فوقها مباشرة كانت خالية تقريبا من السكان لذلك لم يسجل فقدان وموت أي شخص في تلك الواقعة المروعة التي لو كانت حدثت فوق إحدى المدن الكبرى لخلفت حتما مئات الآلاف من القتلى لأن الانفجار كان قويا الى درجة انه شاهده وشعر بالهزات التي رافقته أشخاص على بعد 350 ميل , وتسبب في حدوث هزة أرضية بلغت قوتها 5 درجات على مقياس ريختر أحست بها وسجلتها مراكز الرصد في أوربا وأمريكا , ولعدة ليال بعد الانفجار استمرت السماء بالتوهج بضوء غريب في أوربا وآسيا حتى ان سكان لندن كان باستطاعتهم قراءة الجرائد ليلا بدون الحاجة إلى المصابيح!. "
الحكايات المحكية من قبل الشهود التى نقلها العطار متناقضة فما بين خط مضىء وما بين شمس ثانية ضاعت الحقيقة
وما قيل عن شدة الحرارة يمنع رؤية أى أحد لما حدث في الحقيقة ومن ثم الواقعة لم تحدث بتلك الصورة التى حكاها بها الشهود وحكاية انتشار الضوء في أوربا وآسيا هو كلام فارغ لم يثبت منه شىء
الانفجار أو قل بالأحرى البرق هو السبب فيما حدث وتلاه الزلزال
وتحدث العطار عن أن حكومة روسيا الملكية لم تهتم بالأمر وظل ما حدث مجهولا حتى زالت الملكية وجاءت الشيوعية حيث طالب أحد العلماء بدراسة موقع الواقعة وبالفعل ذهب فريق للدراسة كما في الفقرة التالية:
"رغم غرابة ما حدث في ذلك الصباح المخيف من عام 1908 ورغم ان الصحافة المحلية الروسية كتبت عن الانفجار إلا ان الحكومة القيصرية الغارقة في المشاكل في موسكو لم تكلف نفسها عناء التحقيق في الحادث , وربما كانت الأحداث العاصفة التي مرت بها روسيا وأوربا في مطلع القرن العشرين سببا في تجاهل العالم لما حدث في منطقة تونكيوسكا (Tunguska) السيبيرية لسنوات طويلة , لكن في عام 1921 اقنع العالم ليونيد كيولك الحكومة السوفيتية بإرسال بعثة الى منطقة الانفجار للتحقق مما حدث هناك قبل ثلاثة عشر عاما , وقد وافقت الحكومة على ذلك بعد ان أغراها كيولك بالمعادن الثمينة التي ربما يكون الانفجار قد خلفها ورائه ويمكن استعمالها في الصناعات السوفيتية الناشئة. "
وما توصلت له البعثة السوفيتية هو احتراق الغابات على مسافة خمسين كيلو متر وسقوط كل الأشجار على الأرض عدا مساحة صغيرة ظلت أشجارها واقفة ولكن بدون أغضان او أوراق وفى هذا قال :
"في عام 1927 وبعد عدة سنوات من البحث والتحري والاستماع الى إفادات الشهود وصلت بعثة كيولك الى منطقة الانفجار في تونكيوسكا , وقد كان المنظر الذي شاهدوه هناك مرعبا بحق , لقد كانت هناك أراضي وغابات محروقة بالكامل في منطقة مساحتها اكثر من خمسين كيلومترا , كانت الأشجار متفحمة وساقطة أرضا باتجاه معاكس للجهة التي حدث فيها الانفجار , لكن المفاجأة التي صدمت العلماء هي انهم كانوا يتوقعون ان يجدوا حفرة أو فوهة ناجمة عن الانفجار في النقطة التي حدث فوقها مباشرة الا انهم عوضا عن ذلك وجدوا غابة صغيرة من الأشجار التي لم تسقط أرضا كتلك المحيطة بها لكنها ظلت منتصبة كأعمدة الكهرباء بعد ان فقدت جميع أوراقها وأغصانها مما يدل على ان الانفجار حدث فوقها مباشرة "
وقدم التفسير على أنه نيزك سقط ولكن العطار انتقد تلك الفرضية مشيرا إلى استحالة حدوثها فقال :
" وبسبب عدم العثور على حفرة في المكان فأن عملية فهم ما حدث أصبح أمرا أكثر تعقيدا مما ظنه العلماء للوهلة الأولى والذين اعتقدوا واستنتجوا بعد اطلاعهم على إفادات الشهود بأن الجسم الذي انفجر كان نيزكا كبيرا بقطر حوالي ستين مترا اخترق الغلاف الجوي الأرضي ونتج عن عملية احتكاكه واحتراقه انفجار عظيم , لكن كيف يعقل ان يحترق نيزك بهذا الحجم في الجو بالكامل ولا تصل أي من أجزائه الى الأرض؟ هذا هو اللغز الذي ارق العلماء ولم يجدوا جوابا له حتى اليوم فجميع التحليلات والاختبارات التي أجروها على البقايا المحروقة في مكان الانفجار لم تعط تفسيرا قاطعا ومنطقيا حول ما حدث."
وتحدث عن احتمالات أسباب حدوث الانفجار فقال :
"وهناك اليوم عدة نظريات حول انفجار سيبيريا العظيم ربما تكون أكثرها قبولا لدى العلماء هوان نيزكا بقطر حول ستين مترا اخترق الغلاف الجوي الأرضي في صبيحة يوم 30 حزيران / يوليو1908 واحترق في الغلاف الجوي على ارتفاع حوالي 7 - 10 كيلومتر فوق سطح الأرض وقد تولد عن احتراقه انفجار عظيم بقوة 10 - 15 ميغا طن (1 ميغاطن = 10000 طن من مادة TNT الشديدة الانفجار) أي ما يعادل ثلث قوة قنبلة العصر الهيدروجينية وهي اقوي سلاح صنعه البشر , ويعتقد العلماء ان سبب عدم وصول شظايا من النيزك وارتطامها بسطح الأرض يرجع الى انه كان يتكون بصورة رئيسية من الغبار وبعض المواد المتجمدة لذلك احترق وتبخر بصورة كاملة في الجو."
بالطبع لا وجود للنيازك ولا يمكن أن يسقط جسم من السماء على الأرض لأن الله منع ذلك فقال :
"ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه"
وكل ما ورد في الوحى هو أن السماء فيها مصابيح أى نجوم أى كواكب أى بروج ولم يرد فيها ذكر نيازك أو كويكبات أو أقمار أو شموس غير قمر واحد وشمس وحدة كما قال تعالى :
"تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا"
والتفسير الثانى نيزك من نوع مخصوص والثالث ثقب أسود صغير وقد اعترض عليهما العطار مبينا أسبابه حسب نظرية النسبية فقال :
"هناك نظريات أخرى اقل قبولا لدى العلماء تحاول تفسير ما حدث , بعضها يعتقد بأن هناك نيازك توجد داخلها مواد كيميائية ومعادن يمكنها ان تولد عند احتراقها انفجارا نوويا , أي بمعنى أخر ان النيزك من هذا النوع يكون أشبه بقنبلة نووية أو هيدروجينية طبيعية.
ونظرية أخرى تزعم ان الانفجار حدث نتيجة مرور ثقب اسود صغير بالكرة الأرضية ولكن ما يضعف هذه النظرية هوعدم وجود فوهة او حفرة في منطقة الانفجار كما لم يحدث انفجار مماثل في الجهة المقابلة (أي النقطة المقابلة على الطرف الأخر من جسم الأرض الكروي) لمنطقة الانفجار في عام 1908 وهوما يجب ان يحدث نظريا عند مرور الأرض بثقب اسود."
والنظرية او الفرضية الرابعة هى أن بحيرة جيكو هو الفوهة التى نتجت عن النيزك وهو قوله :
"هناك أيضا دراسة وفرضية حديثة تعتقد ان بحيرة جيكو الصغيرة الواقعة بالقرب من مكان الانفجار هي في الحقيقة ليست بحيرة طبيعية ولكنها الفوهة التي تكونت نتيجة اصطدام بعض قطع النيزك بالأرض."
قطعا والنظرية هى الأخرى مستبعدة لأن النيزك لو سقط لن يحدث فوهى وإنما تل أو جبل فوق المنطقة التى سقط فوقها كما يسقط أى حجر فوق الرض فيكون فوقها ولا ينزل تحتها
والنظرية التالية هى نزول طبق طائر للأرض وفيه قال :
"وهناك أيضا نظريات لأنصار ظواهر ما وراء الطبيعة والأحداث الخارقة والتي تفسر ما حدث عام 1908 على انه انفجار صحن طائر قادم من عوالم أخرى حيث يزعمون ان غرابة الانفجار وعدم تركه أي حفرة او فوهة في الأرض إضافة الى عدم العثور على قطع من النيزك في مكان الانفجار كلها تدل على انه كان صحنا طائرا أصيب بخلل وانفجر داخل الغلاف الجوي الأرضي وان شدة الانفجار سببها التقنية المتقدمة والمتطورة التي تستعملها المخلوقات الفضائية لقطع المسافات الكونية الهائلة بين النجوم والكواكب , وبسبب هذه النظرية يحلو للبعض أطلاق اسم حادثة روزويل الروسية على الانفجار تشبها بحادثة روزويل الأمريكية الغامضة"
وهو تفسير غير مقبول فلا وجود لأطباق طائرة لعدم العثور على واحد منها وعدم العثور على أى أثر لطبق طائر على الأرض وقد اعترفت الوثائق الأمريكية عن روزويل بعدم وجود أطباق طائرة في حادثة روزويل
وأخيرا قدم قد وجهة نظر المتدينيين وهى قرب قيام الساعة فقال :
" وهناك إضافة الى كل النظريات السابقة رأي الناس الذين شاهدوا الحادثة ورأي مجموعات كبيرة من المتدينين والمؤمنين حول العالم ومن مختلف الأديان الذين يعتقدون بأن انفجار تونكيوسكا ما هو إلا من علامات الساعة (شمسين في سماء واحدة!) وانه واحد من مجموعة دلائل وعلامات حدثت في العصر الحديث والتي تدل على ان يوم الحساب قريب وان القيامة هي قاب قوسين او أدنى."
وقطعا القيامة موعدها غير معروف لأحد ولا يوجد لها علامات تسبقها كما قال تعالى :
"يسئلك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله"
يبقى أن نذكر ان حادثة انفجار سيبيريا العظيم تشكل اليوم هاجسا مخيفا لدى الكثيرين حول العالم خصوصا مع التوقعات المتزايدة (التي لا تستند الى أساس واقعي ولكنها محتملة طبعا) حول ان تتعرض الكرة الأرضية الى اصطدام مع كويكب او نيزك عملاق قد يؤدي الى القضاء على الحياة برمتها على الأرض.
المصدر: منتديات فنان سات
kr] lrhg f,hfhj hg[pdl hgjd tjpj t,r sdfdvdh uhl 1908 gy. hghkt[hv hg;fdv
..الموضوع الأصلي