كأن القدر كان ينصت في وضوح تام إلى دعاء الفنان المصري
نبيل الحلفاوي الذي تمنى لنفسه "رحيلًا هادئًا" بدون معاناة مع ألم يطول، أو مرض يتفاقم ويضعه في مواقف تجرّ عليه ألوانًا من التعاطف والتأسي لم يكن يرحّب بها أو يتعاطى معها، ليرحل الحلفاوي عن 77 عامًا، بعد أزمة صحية دخل إثرها المستشفى عدة أيام.
"لا يستدرجنك أحد لمهاترات... احترم من يختلف بموضوعية... ولكن تجاهل سيء النية... لا ترد على شتَّام... لا تجادل ضحايا الغيبوبة... لا تشرح بديهيات... اشتر نفسك"- رفع الحلفاوي هذه الشعارات خلال حياته، وكانت أول ما يطالع متصفح حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" ملخصًا من خلالها رؤيته في الحياة التي تميزت في جوهرها بالبساطة قبل أي شيء آخر.
لطالما فشل الحلفاوي في الترويج لنفسه للحدّ الذي نجح فيه كممثل له باع ومدرسة خاصة، وفق حديثه عن نفسه في مناسبات عدة. كان يرى أن دور الممثل ينحصر في اللعب على مواطن قوة وضعف الشخصية التي يؤديها، غير مضطر للانغماس في تفاصيل أخرى تخرجه من تركيزه، مؤمنًا بضرورة الدراسة النفسية للشخصية بشكل عميق ومتداخل ليتمكن الفنان من تأدية دوره بشكل يمنحه مصداقية لدى المشاهد من جهة، ويعزّز قدراته التمثيلية من جهة أخرى.
في لقاء تلفزيوني، تحدّث الحلفاوي عن عدم قدرته على تسويق نفسه أو استغلال نجاحه في دور قدّمه وحقق من خلاله مساحة جيدة من الانتشار والقبول نقديًا وجماهيريًا: "لا أقول إن الممثل الذي يسوق نفسه ويستغل نجاحه مخطئ، ولكنها ليست مدرستي، لا أستطيع القيام بهذا الأمر، فقط أقوم بتأدية دوري ومحاولة التماهي مع الشخصية لأبعد نقطة ممكنة. وعندما يتم عرض العمل يكون دوري قد انتهى".
دور القبطان في الفيلم المصري "الطريق إلى إيلات" كان جواز مروره لدى المشاهد العربي وليس المصري فقط، حتى اشتهر بلقب "القبطان" على مدار مسيرته الفنية
التفاعل والحضور الواسع للحلفاوي على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن كونه أحد أشهر مشجعي "النادي الأهلي المصري"، خلقا لديه قاعدة جماهيرية واسعة ضمت شرائح شبابية عدة مختلفة ومتنوعة على نحو ثري للغاية، كما سمحت للحلفاوي بتمرير رؤيته البسيطة عبر منشورات ربما منحته جماهيرية توازي ما تحصل عليه كممثل، وبدون وعي منه أو قصد أو تخطيط مسبق، روَّج الحلفاوي لنفسه وقدّم ذاته للجمهور كفنان عضوي مختلط بجمهوره على نحو ربما لم يتحقق لباقي أبناء جيله، يكفي أن نعرف أنه على مدار ثلاثة عشر عامًا، نشر الحلفاوي نحو 174 ألف تغريدة على حسابه بموقع "إكس".
بالرغم من عديد الأدوار التي قدّمها الحلفاوي في
السينما والتليفزيون والمسرح أيضًا، غير أن دور القبطان في الفيلم المصري الشهير "الطريق إلى إيلات" كان جواز مروره لدى المشاهد العربي وليس المصري فقط، حتى اشتهر بلقب "القبطان" على مدار مسيرته الفنية، إذ كان دوره من أكثر الأدوار التي تعلق بها الملايين في مصر والعالم العربي، كما أنه برع في تجسيد شخصية رجل المخابرات، والصعيدي، وغيرهما من الأدوار، ويستقر الراحل في ذهن الجماهير بالأدوار الصعبة، والمقدرة على تجسيدها بموهبة خاصة، تجعله في مكانة فنية أكثر خصوصية.
بدأ الحلفاوي مشواره الفني من خلال المسرح حيث قدّم العديد من المسرحيات ثم اتجه إلى التلفزيون، وكان أول أعماله في التلفزيون مسلسل "محمد رسول الله" في الجزء الأول عام 1980.
شارك في العديد من الأعمال السينمائية منها: وقيّدت ضد مجهول، الأوباش، ثمن الغربة، المحاكمة، فقراء لا يدخلون الجنة، آباء وأبناء، الطريق إلى إيلات، العميل رقم 13. ومن أبرز مسلسلاته:غوايش، الجلياط، الحب وأشياء أخرى، رأفت الهجان، بنات زينب، سور مجرى العيون، دموع صاحبة الجلالة، دمي ودموعي وابتسامتي، زيزينيا، ونوس، وحكاية بلا بداية ولا نهاية.
vpdg kfdg hgpgth,d: "rf'hk" hgsdklh hglwvdm yh]vkh "td i],x"