منتدي عرب فور داون
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://forum.arab4down.com/t1950
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

من درر العلامة ابن القيم عن الصلاة
admin 08-09-2025 05:13 مساءً
<!-- BEGIN TEMPLATE: postbit_external -->
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: [/b]

[/b]
فالعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى من العلماء الذين لهم مصنفات نافعة ومفيدة في مواضيع متنوعة؛ منها: ما صنفه في موضوع الصلاة، فله في ذلك كتابان: الأول: الصلاة، والثاني: رفع اليدين في الصلاة، وله مع درر متفرقة عن موضوع الصلاة في سائر كتبه، ولا غرور أن يكثر كلامه رحمه الله عن الصلاة، فقد كان له عناية عملية بها، قال تلميذه الحافظ ابن رجب رحمه الله: وكان رحمه الله تعالى ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى.[/b]
وقد يسَّر الله الكريم لي، فجمعت بعضًا مما ذكره عن الصلاة في كتبه، ما عدا كتابيه السابقين، وقد ذكرت اسم كل كتاب نقلت منه، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع. [/b]

[/b]
كتاب "تهذيب سنن أبي داود" [/b]
[/b]
سر افتتاح الصلاة بلفظ "الله أكبر":[/b]
وفي افتتاح الصلاة بهذا اللفظ- المقصود منه: استحضار هذا المعنى وتصوره- سرٌّ عظيم يعرفه أهل الحضور، المصلون بقلوبهم وأبدانهم، فإن العبد إذا وقف بين يدي الله عز وجل، وقد علم أنه لا شيء أكبر منه، وتحقق قلبه ذلك، وأشربه سره، استحيا من الله، ومنعه وقاره وكبرياؤه أن يشغل قلبه بغيره، وما لم يستحضر هذا المعنى فهو واقف بين يديه بجسمه، وقلبه يهيم في أودية الوساوس والخطرات.[/b]
فلو كان الله أكبر من كل شيء في قلب هذا، لما اشتغل عنه، وصرَف كليَّة قلبه إلى غيره، كما أن الواقف بين يدي الملك المخلوق لما لم يكن في قلبه أعظم منه، لم يشغل قلبه بغيره، ولم يصرفه عنه.[/b]

[/b]
كتاب "رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه"[/b]
الصلاة التي تقر بها العين، ويستريح بها القلب:[/b]
الصلاة التي تقر بها العين، ويستريح بها القلب هي التي تجمع ستة مشاهد:[/b]
المشهد الأول: الإخلاص؛ وهو أن يكون الحامل عليها والداعي إليها رغبة العبد في الله، ومحبته له، وطلب مرضاته، والقرب منه، والتودد إليه، وامتثال أمره، وخوفًا من عقابه، ورجاءً لمغفرته وثوابه.[/b]
المشهد الثاني: مشهد الصدق والنصح؛ وهو أن يفرغ قلبه لله فيها، ويستفرغ جهده في إقباله فيها على الله، وجمع قلبه عليها، وإيقاعها على أحسن الوجوه ظاهرًا وباطنًا.[/b]
المشهد الثالث: مشهد المتابعة والاقتداء؛ وهو أن يحرص كل الحرص على الاقتداء في صلاته بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويصلي كما كان يصلي.[/b]
المشهد الرابع: مشهد الإحسان؛ أن يعبد الله كأنه يراه، وهو أصل أعمال القلب كلها، فإنه يوجب الحياء، والإجلال، والتعظيم، والخشية، والمحبة، والإنابة، والتوكل، والخضوع لله سبحانه، والذل له، ويقطع الوساوس وحديث النفس، ويجمع القلب والهم على الله.[/b]
المشهد الخامس: مشهد المنة؛ وهو أن يشهد أن المنة لله سبحانه، كونه أقامه في هذا المقام وأهله له، ووفَّقه لقيام قلبه وبدنه في خدمته، فلولا الله سبحانه لم يكن شيء من ذلك، وهذا المشهد من أعظم المشاهد وأنفعها للعبد، وكلما كان العبد أعظم توحيدًا، كان حظه من هذا المشهد أتم، وفيه من الفوائد أنه يحول بين القلب وبين العجب بالعمل ورؤيته، ومن فوائد أنه يضيف الحمد إلى وليِّه ومستحقه، فلا يشهد لنفسه حمدًا؛ بل يشهده كله لله.[/b]
المشهد السادس: مشهد التقصير؛ وهو أن العبد لو اجتهد في القيام بالأمر غاية الاجتهاد، وبذل وسعه فهو مقصِّر، وحقُّ الله سبحانه عليه أعظم.[/b]
وإذا شهد العبد من نفسه أنه لم يوفِّ ربه في عبوديته حقه، ولا قريبًا من حقه، علِم تقصيره، ولم يَسعه مع ذلك غير الاستغفار والاعتذار من تقصيره وتفريطه، وعدم القيام بما ينبغي له من حقه.[/b]

[/b]
كتاب "الكلام على مسألة السماع" [/b]
الصلاة قرة عين المحبين ولذة أرواح الموحدين:[/b]

[/b]

[/b]
تكرير الأفعال والأقوال في ركعات الصلاة غذاءً للقلب والروح:[/b]
سرّ الصلاة ولبها:[/b]
قرة العين بالصلاة:[/b]

[/b]

[/b]
كتاب "طريق الهجرتين وباب السعادتين"[/b]
لا ألذ لقلب المصلي، ولا أقر لعينه من الصلاة إن كان محبًّا[/b]
الصلاة محك الأحوال، وميزان الإيمان، بها يُوزن إيمان الرجل، ويتحقق حاله ومقامه، ومقدار قربه من الله، ونصيبه منه، فإنها محل المناجاة والقربة، ولا واسطة فيها بين العبد وبين ربه، فلا شيء أقر لعين المحب، ولا ألذ لقلبه، ولا أنعم لعيشه منها إن كان محبًّا، فلا شيء أهم إليه من الصلاة؛ كأنه في سجن وضيق وغم حتى تحضر الصلاة، فيجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال: ((يا بلال، أرحنا بالصلاة))، ولم يقل: أرحنا منها، كما يقول المبطلون الغافلون.[/b]
فالصلاة قرة عيون المحبين، وسرور أرواحهم، ولذة قلوبهم، وبهجة نفوسهم، يحملون هم الفراغ منها إذا دخلوا فيها، كما يحمل الفارغ البطال همها حتى يقضيها بسرعة، فلهم فيها شأن، وللنقارين شأن، يشكون إلى الله سوء صنيعهم بهم إذا ائتموا بهم، كما يشكو الغافل المعرض تطويل إمامه، فسبحانه من فاضل بين النفوس، وفاوت بينها هذا التفاوت العظيم. [/b]
وبالجملة فمن كانت قرة عينه في الصلاة؛ فلا شيء أحب إليه، وأنعم عنده منها، وبوده أن لو قطع عمره بها غير مشتغل بغيرها؛ وإنما يسلي نفسه إذا فارقها بأنه سيعود إليها عن قرب، فهو دائمًا يثوب إليها، ولا يقضي منها وطرًا، فلا يزن العبد إيمانه ومحبته لله بمثل ميزان الصلاة، فإنها الميزان العادل، الذي وزنه غير عائل. [/b]

[/b]
كتاب "الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب" [/b]
[/b]
الالتفات المنهي عنه في الصلاة: التفات القلب، والتفات البصر:[/b]
[/b]
الشيطان يغار من الإنسان إذا قام في الصلاة:[/b]
[/b]
مراتب الناس في الصلاة:[/b]
أحدها: الظالم لنفسه؛ وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.[/b]
الثاني: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها؛ لكنه قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة، فذهب مع الوساوس والأفكار.[/b]
الثالث: من حافظ على حدوها وأركانها، وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجاهدة عدوه؛ لئلا يسرق منه صلاته، فهو في صلاة وجهاد.[/b]
الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها؛ لئلا يضيع منها شيئًا؛ بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي، وإكمالها قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها.[/b]
الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك؛ ولكن مع هذا قد أخذ قلبه، ووضعه بين يدي ربه عز وجل، ناظرًا بقلبه إليه، مراقبًا له، ممتلئًا من محبته وعظمته، كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات، وارتفعت حجبها بينه وبين ربه، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أعظم مما بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل، قرير العين به.[/b]
على الدنيا حسرات.[/b]

[/b]
فضل الصلاة على القراءة والذكر والدعاء:[/b]
.[/b]

[/b]
كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد"[/b]
من منافع الصلاة:[/b]
الصلاة مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، مطردة للأدواء، مقوِّية للقلب، مبيِّضة للوجه، مُفرحة للنفس، مُذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر، مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مُبعدة من الشيطان، مُقربة من الرحمن.[/b]
وبالجملة: فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب وقواهما، ودفع المواد الرديئة عنهما، وما ابتلي رجلان بعاهة أو داءٍ أو محنة أو بلية إلا كان حظُّ المصلي منهما أقلَّ، وعاقبته أسلم.[/b]
وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا، ولا سيما إذا أُعطيت حقها من التكميل ظاهرًا وباطنًا، فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة، ولا استجلبت مصالحهما بمثل الصلاة، وسرُّ ذلك أن الصلاة صلة بالله عز وجل، وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها، وتقطع عنه من الشرور أسبابها، وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل، والعافية والصحة، والغنيمة والغنى، والراحة والنعيم، والأفراح والمسرات، كلها محضرة لديه، ومسارعة إليه.[/b]
المواضع التي كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيها في الصلاة:[/b]
أحدها: بعد تكبيرة الإحرام في محل الاستفتاح.[/b]
الثاني: قبل الركوع وبعد الفراغ من القراءة في الوتر، والقنوت العارض في الصبح قبل الركوع إن صح ذلك، فإن فيه نظرًا.[/b]
الثالث: بعد الاعتدال من الركوع، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن أبي أوفى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: ((سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ)).[/b]
الرابع: في ركوعه كان يقول: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)).[/b]
الخامس: في سجوده، وكان فيه غالب دعائه.[/b]
السادس: بين السجدتين.[/b]
السابع: بعد التشهد وقبل السلام.[/b]



<font size="5">فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ

شبكة الالوكة

<!-- END TEMPLATE: postbit_external -->
منتدي عرب فور داون

Copyright © 2009-2025 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved