قال تعالى فى محكم آياته:
**﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ
لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ [إبراهيم: 42].**
هذه الآية العظيمة تحمل في طياتها رسالة قوية، ووعيداً
شديداً لكل ظالم، وتطميناً لكل مظلوم.
فهي تقرر حقيقة إيمانية كبرى: أن الله سبحانه وتعالى لا يغفل
عن أعمال الظالمين، ولا يتركهم يفلتون من العقاب، ولكنّه يُمْهِلُهم
لحكمة، ويؤخر الحساب ليوم القيامة حيث يقف الجميع بين يديه.
الظالم قد يظن أن استمراره في ظلمه دون عقاب دليل على
الغفلة أو الإهمال، لكن الآية تقطع هذا الوهم من جذوره، وتبين
أن الإمهال ليس إهمالاً، وإنما هو استدراج وامتحان، قال تعالى :
﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [الأعراف: 183].
وفي هذا الوعيد يزداد المظلوم يقيناً بأن الله لن يضيّع حقه،
فيصبر ويحتسب، ويعلم أن القصاص آتٍ لا محالة. يقول
النبي ﷺ: **"اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"**
[رواه مسلم].
---
### 🌿 المعاني المستفادة من الآية:
1. **نفي الغفلة عن الله**: فالله يعلم كل صغيرة وكبيرة،
لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
2. **حقيقة الإمهال**: الله يُمهل الظالم، لكنه لا يهمله، فيظن
أنه في أمان، بينما هو في طريقه إلى المصير المحتوم.
3. **تثبيت قلوب المظلومين**: فالله يطمئنهم أن حقهم
لن يضيع، وأنه سيأخذ لهم بالعدل.
4. **التحذير من الظلم**: لأنه سبب الهلاك في الدنيا والآخرة،
ومهما طال الزمن فالعاقبة للعدل والحق.
---
### 💡 خلاصة:
هذه الآية نور يبدد ظلام الظلم، ويُبقي في قلوب المؤمنين يقيناً
بعدل الله، وطمأنينة بأن ساعة القصاص آتية لا ريب فيها. وما
على العبد إلا أن يحذر من الظلم، صغيراً كان أو كبيراً، وأن يلزم
العدل والإحسان، فالله يمهل لكنه لا يهمل، والجزاء عنده مؤجل
ليوم عظيم، **﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ
أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾** [النجم: 31].
====================================

<!-- END TEMPLATE: postbit_external -->