<!-- BEGIN TEMPLATE: postbit_external --> الطموح في الحياة الاجتماعية
يُعد طموح الفرد علامةً نحو الإيجابية، وعلامة نحو عُلو الهمَّة والإرادة، والرغبة في تحقيق الإنجازات، فالطموح هو الرؤية النبيلة التي يسعى الفرد لتحقيقها في المستقبل، ومن هنا يأخذ الإنسان قوةً وحماسة ورغبة؛ لكي يصل إلى غايته، فالطموح يعمل على تجديد طاقة الفرد، ويجعله ينظُر إلى عوامل الفلاح والنجاح، لذلك غرس الطموح بداخل أنفسنا وبداخل أبنائنا ومَن حولنا، يجعل الفرد في تطور ونمو مستمر، فاطمَح إلى أمر ما وواصل السعي إلى أن تصل، واسأل نفسك: إلى متى السكون والضعف والضياع؟ إلى متى الاستسلام والمعاناة والإخفاق؟ يقول "ليس بروان": انطلق باتجاه القمر، حتى إن فشِلت فإنك ستستقر بين النجوم.
في يوم من الأيام قام أستاذ جامعي بإلقاء محاضرة، ولكن أراد أن يعلِّمهم شيئًا بطريقة عملية، فأحضر هذا الأستاذ الجامعي وعاءً فارغًا، ووضعه على الطاولة، ثم أحضر عددًا من الصخور الكبيرة، وقام بوضعها في هذا الوعاء واحدة تلو الأخرى، حتى امتلأ الوعاء، فسأل الأستاذ الجامعي الطلاب: هل امتلأ هذا الوعاء؟ قال بعض الطلاب: نعم، فقال: هل أنتم متأكدون؟ ثم قام بسحب كيس مليء بالحصى الصغير، وقام بتفريغه في نفس الوعاء، حتى امتلأت الفراغات الموجودة بين الصخور الكبيرة، ثم سأل مرة أخرى هل امتلأ هذا الوعاء؟ فأجاب أحدهم: ربما لا، ثم أخرج كيسًا من الرمل، ثم صب الرمل حتى امتلأت جميع الفراغات الموجودة، وبعد ذلك أحضر إناءً به ماء، وصبَّ الماء في الوعاء أيضًا حتى امتلأ.
قال الأستاذ: الجامعي للطلاب ما الفكرة من هذه التجربة؟ ثم أجاب وقال: ولو لم نضع الصخور الكبيرة في الوعاء من البداية، ما كان بإمكاننا وضعها أبدًا، والصخور الكبيرة في حياتنا هي أهدافنا وطموحاتنا وأحلامنا، لذلك فإن غرس الطموح يزيد الإيجابية لدنيا، ويجعلنا نتحرك نحو أهدافنا وإنجازاتنا، يقول "جورج برنارد شو": الطموح هو أن تعيش بضع سنوات من حياتك بشكل يستهزئ به أغلبُ الناس؛ كي تعيش بقية حياتك بشكل لا يستطيعه أكثرُ الناس.
ما خصائص الشخص الطموح؟
لا يقنع بالقليل ولا بمستواه الراهن.
يعمل على النهوض، ولا يرى أن وضعه الحاضر هو أفضل ما يمكن.
لا يؤمن بالحظ ولا يعتقد بأن مستقبله محدودٌ.
لا يترك الأمور للظروف ولا يخشى المغامرة أو المنافسة.
لا يَجزع إذا لم تظهر نتائج جهوده سريعًا.
يتحمل الصعاب في سبيل الوصول إلى غايته.
يؤمن بأن الجهد والمثابرة كفيلان لتخطِّي الصعاب.
فالطموح سمة أساسية للشخصية القوية الإيجابية التي تحب أن تترك أثرًا، فمن لا طموح له لا يستطيع تحقيق ذاته، من لا طموح له لا يحقِّق معنى لحياته، من لا طموح له لا يستطيع بناء مستقبل باهر، من لا طموح له كيف ينمو، كيف يتقدم، كيف يتفوق، إنجازات الفرد سواء كانت كبيرة أم صغيرة، لن تتجاوز طموحه في النهاية، ببساطة لن يتمكَّن الفرد من تحقيق أشياء كبيرة إذا كان تفكيره غير طموح.
انظُر إلى طموح صيدلي كان يحاول أن يركِّب دواءً لمعالجة سوء الهضم، وإذا به يكتشف شرابًا لذيذًا لا يتشابه مع أي شراب موجود في العالم، ثم ترك عمله وقرَّر إنشاء شركة من خلالها ينشر هذا المشروب؛ ليعالج الناس من سوء الهضم، واسم هذه الشركة بيبسي كولا، واستطاع أن يصل إلى (195 دولة) في مختلف أنحاء الأرض، فكرة بسيطة مع طموح وإرادة، وتقدم ببراءة اختراع ليسجل اختراعه كماركة مسجلة، وكانت دعايته لبيع البيبسي تقول منعش، مقوٍّ، مهضم، ثم استطاع التعبئة في زجاجات، وزادت مبيعات الشركة (100000جالون) من الشراب، واجهه الكثير من الصعوبات بعد الحرب العالمية وارتفاع الأسعار، وإفلاس الشركة، إلا أنه بدأ من جديد وبإرادة قوية في خلال 3 سنوات عادت الشركة بشكل جديد، هذا الشاب الطموح صاحب اكتشاف مشروب الكولا هو "براد هام".
ما التوصيات العملية التي تساعدنا بإذن الله على تنمية الطموح؟
1- اجلَس مع ذاتك وسَمِّ هذه الجلسة بالتفكير الطموح: بمعنى مجرد تفكير لا تحليل ولا تفكير في العواقب، أطلِق العنان لتفكيرك وخيالك، وما تتمنى الحصول عليه في حياتك، ثم تعرَّف في هذه الجلسة على أحلامك الكبيرة، حتى ولو كانت مجرد صور، تعرف على غايتك ورؤيتك ورسالتك التي تريد أن تصل إليها قبل مَماتك، ثم اكتُب هذه الأحلام والغايات حتى ولو كانت بالنسبة لك وللمجتمع وللبيئة ساذجةً، اكتُب وتعرَّف عليها دون تقييم أو تحليل أو حكمٍ.
2- لا تدع آراء الآخرين تَهدمك من الداخل:
بمعنى كل فرد يُعطي رأيًا مبنيًّا على تصوراته وقدراته، وليس قدراتك أنت، اجعَل أفكارك وتركيزك دائمًا على هذه الأهداف والأحلام بإيجابية، فالذي ألْهَمك هذه الأحلام قادر على تَجليتها حقيقةً وواقعًا.
3- كن واثقًا في الله ثم في قدراتك على تحقيق طموحك:
بمعنى امتلك هِمة عالية، وكن على قناعة أن معظم الإنجازات الكبيرة هي من صناعة الأُميُّون، فواصل العمل حتى تصل إلى طموحك، هناك مثل بريطاني يقول: "لا تتوقف عندما تتعب، بل توقف عندما تنتهي".
4- لا تنتظر الفرصة المثالية لكي تبدأ:
بمعنى ليس هناك فرصة مثالية على الإطلاق؛ لأن كل شيء يعتمد على الظروف، فعندما تأتي الظروف المناسبة تقول: سأبدأ، فتجد أنها لن تأتي أبدًا، ولكن عندما تبدأ الآن تكون على استعداد لاقتناص الفرص.
5- كن شجاعًا في مواجهة تحدياتك:
بمعنى في مواجهة آراء وفلسفة المجتمع لا تجعلها مُعيقة لك، كن شجاعًا ولا تتوقف عن العمل والسعي والاجتهاد، ولا تَلتفت إلى مَن يستهزأ بأهدافك أو ينتقدك.
6- لترسيخ الطموح في داخلك تحتاج إلى قوة المعرفة:
بمعنى تحتاج إلى أن تكون مطلعًا وتقرأ باستمرار، تحتاج إلى أن تستشير من حولك، وتجمع الكثير من المعلومات والمعرفة الخاصة بطموحاتك، قوة العلم والمعرفة خُطوة مهمة لغرس الطموح، وعدم اليأس والاستسلام، فعندما تُحقق طموحك ستسعَد وستخدم من حولك.
7- اجعل طموحاتك مكتوبة:
بمعنى كتابة الأهداف تجعلها واضحةً في ذهنك، ومعرفة الطرق والخطوات والوسائل التي ستحتاجها في الطريق، عدم كتابتها تجعل محاولةَ سعيك لها مؤقتة.