وقد مال إلى تحسينه عدد من أهل العلم، كقول الترمذي عقب الحديث: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ".
فأقل أحواله أنه مما يستأنس به في باب المواعظ، بحمل معناه على وجه لا يخالف النصوص الثابتة.
فوجه معناه هو كما قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:
“ فالدنيا وكل ما فيها: ملعونة، أي: مبعدة عن الله، لأنها تشغل عنه، إلا العلم النافع الدال على الله، وعلى معرفته، وطلب قربه ورضاه، وذكر الله وما والاه مما يقرب من الله، فهذا هو المقصود من الدنيا، فإن الله إنما أمر عباده بأن يتقوه ويطيعوه، ولازم ذلك دوام ذكره، كما قال ابن مسعود، تقوى الله حق تقواه: أن يذكر فلا ينسى. وإنما شرع الله إقام الصلاة لذكره، وكذلك الحج والطواف. وأفضل أهل العبادات أكثرهم ذكرا لله فيها، فهذا كله ليس من الدنيا المذمومة وهو المقصود من إيجاد الدنيا وأهلها، كما قال تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) " انتهى من"جامع العلوم والحكم" (2/ 199–200).
فيكون اللعن منصبا على ما في الدنيا مما يشغل الإنسان عن الله تعالى ويصدّ عنه، وليس المراد بذلك أن كل ما فيها ملعون.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" وكيف يصح أن الدنيا ملعونة، وليس من رزق، ولا من نعمة، ينالها العبد إلَّا على ظهرها؛ وقد قال تعالى: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ).
وإنما يذم منها حرام من غير وجهه، أو حلال على سبيل التكاثر والتفاخر، وما يُقتنى قصد المباهاة والمماراة، فذلك الَّذي هو ممقوت عند ذوي الألباب " انتهى من"الإيمان الأوسط" (ص 645).