﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾: يَعْنِي: وَيُعَلِّمُهُمْ القرآنَ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ تعالى عَلَيْهِ، وَيُبَيِّنُ لَهُمْ تَأْوِيلَهُ وَأَحكَامَهُ، وَيُعَلِّمُهُمُ الْحِكْمَةَ وهي السُّنَّةُ الَّتِي أوحى اللَّهُ بها إليه تبيانًا للقرآن، وتفصيلًا لأحكامه.
﴿ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾: وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ بعثتهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفِي جَهَالَةٍ جَهْلَاءَ، وَحَيْرَةٍ عَمْيَاءَ، فعلَّمهم الله تعالى به من الجهالة، وبصَّرهم به من العمى، وأخرجهم به من الظلمات إلى النور.
وَوُصِفَ الضَّلَالُ بِالْمُبِينِ لِشِدَّةِ ظهورهِ فلَا يَلْتَبِسُ عَلَى أَحَدٍ، ولا أضل ممن يعبدُ حجرًا، ويرجو الخير من وثنٍ، ويخشى الضرَّ من صنمٍ.
وهل هناك أضلُّ ممن يصنع إلهًا من التمر فإذا جاع أكله؟
كما قال الشاعر:
أكلتْ حنيفة ربها
زمن التقحُّم والمجاعهْ
لم يَحذَروا من ربِّهم
سوءَ العواقب والتباعهْ